عمر لنحكم عليه بما حكم به على غيره.
كما أخرج البخاري في صحيحه قال : سمعتُ عثمان وعلياً ـ رضي الله عنهما ـ بين مكّة والمدينة ، وعثمان ينهى عن المتعة وأن يجمع بينهما ، فلمّا رأى ذلك عليٌّ أهلّ بهما جميعاً قائلا : لبّيك عمرة وحجّة معاً ، فقال عثمان : تراني أنهى الناس عن شيء وتفعله أنتَ؟ فقال عليٌّ : لم أكن لأدع سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لقول أحد من الناس (١).
ألا تعجب من خليفة المسلمين الذي يخالف صريح السنّة ، ولا يكتفي بذلك حتّى ينهى الناس عنها ، فلا ينكرُ عليه أحدٌ منهم إلاّ علي بن أبي طالب الذي لم يكن يدع سنّة رسول الله ولو قتل دون ذلك!!
فقل لي بربك ، هل تجدْ في أصحاب محمّد من يمثّل السنّة النبويّة بحقّ وحقيقة غير أبي الحسن علي عليهالسلام؟
ورغم سطوة الحاكم وشدّته ، ورغم تأييد الصحابة له ، فإنّ عليّاً لم يترك السنّة أبداً ، وهذه كتبهم وصحاحهم تشهد على صدق ما ذهبنا إليه من أنّه ( سلام الله عليه ) قد حاول بكلّ جهوده إحياء السنّة النبويّة ، وإرجاع الناس إلى أحضانها ، ولكن « لا رأي لمن لا يُطاع » ، كما قال هو بنفسه.
فلم يكن في ذلك العصر من يُطيعُه ويعمل بأقواله غير الشيعة الذين والُوه واتّبعوه وانقطعوا إليه في كلّ شيء.
وبهذا يتبيّن لنا جلياً بأنّ الصحابة لم ينكروا على عثمان تغييرهُ للسنّة النبويّة ، فقد عرفنَا من صحاحهم كيفَ أنّهم يُخالفون سنّة النبيّ ولا يُخالفونه
__________________
١ ـ صحيح البخاري ٢ : ١٥١ ( كتاب الحجّ ، باب التمتّع والإقران ).