وما أخرجه الإمام مالك في موطّئه تقشعرّ منه جلود المؤمنين والمؤمنات ، إذ يقول بأنّها كانتْ تبعث بالرّجال إلى أُختها أُمّ كلثوم وإلى بنات أخيها ، فيرضعوا منهنّ وتستبيح أمّ المؤمنين عائشة بعد تلك الرضاعة مقابلتهم بدون حجاب (١) ، لأنّهم على رأيها أصبحوا من مَحارمها!
وما علينا إلاّ أن نتصوّر أحد المسلمين يُفاجئ زوجته مع أحد الرجال ، وهو يُداعب ثدييها بالرّضاعة فتقول زوجتُه : إنّي أرضعه لكي يُصبح ابني ويدخُل علينا بدون حرج.
وما على الزوج المسكين إلاّ أن يتحمّل بدعة عائشة ، ولا يجد في نفسه حرجاً ممّا قضيت ويسلّم تسليماً.
وأنا أُلْفِتُ الباحثين والمحقّقين إلى هذه الطّامة ، فهي وحدها كافيه للكشف عن الحقيقة ولمعرفة الحقّ من الباطل.
وبهذا يتبينُ لنا بأنّ « أهل السنّة والجماعة » يعبدون الله بنصوص ما أنزل بها من سلطان ، بدون تمحيص ولا تثبيت ، ولو تبيّنوا تلك البدع لنفرتْ نفوسهم منها وتركوها طائعين.
هذا ما لامسته شخصياً عند بعض « علماء السنّة » المتحرّرين الذين عندما اطّلعوا على حديث رضاعة الكبير ، استغربوا وذهلوا وأكّدوا بأنّهم لم يسمعوا به أبداً.
وهذه ظاهرة سارية عند « أهل السنّة والجماعة » فكثير من الأحاديث
__________________
١ ـ موطأ مالك ٢ : ٦٠٦ باب رضاعة الكبير ، ولفظه : « فكانت تأمر أُختها أُمّ كلثوم بنت أبي بكر وبنات أخيها أن يرضعن من أحبت أن يدخل عليها من الرجال ... ».