وهل من سائل يسأل ابن عمر ، ومن يقول بمقالته من « أهل السنّة والجماعة » متى حصل الإجماع على خليفة في التاريخ كالذي حصل لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب؟
فخلافة أبي بكر كانت فلتةً وقى الله شرّها ، وقد تخلّف عنها كثير من الصحابة.
وخلافة عمر كانت بدون مشورة بل بعهد من أبي بكر ، ولم يكن للصّحابة فيها رأي ولا قولٌ ولا عمل.
وخلافة عثمان كانت بالثّلاثة الذين اختارهم عمر ، بل تمّتْ باستبداد عبد الرحمان بن عوف وحده.
أمّا خلافة علي فكانت ببيعة المهاجرين والأنصار له بدون فرض ولا إكراه ، وكتب ببيعته إلى الآفاق ، فاذعنوا كلّهم إلاّ معاوية من الشام (١).
__________________
١ ـ ابن حجر في فتح الباري ٧ : ٥٨. وقد وقع الدكتور إبراهيم الرحيلي في كتابه الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال : ١٧٠ في خطأ جسيم بسببه العمى المقيت الذي يصم الآذان ويعمي العيون إذ قال : « ونحن لا نعلم أي أقواله نصدّق ، دعواه بأنّ أهل السنّة لم يعترفوا بخلافة علي حتّى زمن أحمد بن حنبل ، أم القول بأنّهم أجمعوا على خلافته وأذعنوا لها من أوّل يوم بدون فرض ولا إكراه؟! ».
وفي الواقع لا يوجد تضارب في كلام المؤلّف ، بل كلامه مستقيم غاية الاستقامة ، حيث ذكر في الصفحات السابقة أنّ بيعة علي بن أبي طالب عليهالسلام قبلها الجمع حتّى طلحة والزبير ـ وإن نكثا بعد ذلك ـ ولم يقبلها إلاّ نزر يسير من الصحابة العثمانيين والطلقاء الذين في الشام ، وهي أعظم بيعة في التاريخ الإسلامي ، إذ لم تحصل لأبي بكر ولا لعمر ولا لعثمان وإنما حصلت لعلي بن أبي طالب عليهالسلام