وقد ذهب كلّ هؤلاء بخيرهم وشرّهم ، وتركوا الأُمّة المنكوبة تمخر في بحر من الدماء وتغرق في بحر الضلالة ، والأغلبية منهم لا يعرفون الحقّ من الباطل ، وقد صرَّح بذلك طلحة والزبير ، وكذلك سعد بن أبي وقاص.
ولكنّ الوحيد الذي كان على بيِّنة من ربّه ولم يشكّ في الحقّ طرفة عين ، هو عليّ بن أبي طالب ( سلام الله عليه ) الذي كان يدور الحقّ معه حيث توجّه ودار.
فهنيئاً لمن اتبعه واقتدى به ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم له : « أنت يا عليّ وشيعتك هم الفائزون يوم القيامة » (١).
( أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (٢).
صدق الله العلي العظيم
__________________
١ ـ الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدّين السيوطي ٦ : ٣٧٩ في سورة البيّنة باختلاف.
٢ ـ يونس : ٣٥.