إلى نطاق واسع يمارس الفقيه فيه التفريع والتفصيل والمقارنة بين الأحكام وتطبيق القواعد العامة ويتتبع أحكام مختلف الحوادث والفروض على ضوء المعطيات المباشرة للنصوص » (١).
وعلى كل حال فقد كان المرتضى « أعرف الناس بالكتاب والسنة ووجوه التأويل في الآيات والروايات ، لما سد باب العمل بأخبار الآحاد اضطر إلى استنباط الشريعة من الكتاب والأخبار المتواترة والمحفوفة بقرائن العلم ، وهذا يحتاج إلى فضل اطلاع على الأحاديث وإحاطة بأصول الأصحاب ومهارة في علم التفسير وطريق استخراج المسائل من الكتاب ، والعامل بأخبار الآحاد في سعة من ذلك » (٢).
(٢)
وهذا الكتاب ـ الذي نحن بصدد التقديم له ـ مع شدة اختصاره يحتوي على أهم المسائل الكلامية والفقهية ، وهو كتاب مهم من حيث اعطاء فكرة سريعة لما وصل إليه علمي الكلام والفقه في عصر المرتضى ومبلغ قدرته خاصة في عرض أهم مسائلهما مع إشارة اجمالية إلى بعض الأدلة الكلامية ، وهو مع ذلك أشبه شيء بالرسائل العملية الموجودة في عصرنا من حيث
__________________
(١) محمد باقر الصدر : المعالم الجديدة للأصول ٦٠.
(٢) الخونساري : روضات الجنات ٣٨٥.