يقال للمعتزلة خاصة »؟؟ (١)
٢ ـ أما الجانب الثاني الذي يلزم التحدث عنه في هذه العجالة فهو الجانب الفقهي للمرتضى .. وقد كان قمة شامخة من قمم الفقه الجعفري وفي طليعة الذين كانت لهم مساعي كبيرة في تطوير الفقه وإخضاعه للقواعد الأصولية في طريق الاستنباط.
كان المرتضى يرى عدم صحة العمل بأخبار الآحاد وكتب في ذلك رسالة يقيم على ما يرتأيه الأدلة ويدفع ما يستدل به خصومه ، وعلى ضوء هذا الرأي كان كثير العمل بالقواعد الأصولية التي لا بد لمثله من الأخذ بها في مجابهة المسائل الفقهية وكان موضوع أخذ القواعد الأصولية بعين الاعتبار في الفقه مما لم تأنس أذهان الفقهاء به حينذاك ، فكانوا يرون في هذا خروجاً على عرفهم العام وطريقتهم في عملية الاستنباط ، إلا أن هذه الطريقة أصبحت مأنوسة لهم فيما بعد المرتضى وخاصة في زمن الشيخ محمد بن الحسن الطوسي المتوفى بالنجف الأشرف سنة ٤٦٠ ه ، إذ كان للطوسي قوة عظيمة في تطوير الفقه تطويراً كاملاً وتركيزه على القواعد الأصولية ، ولعل « كتاب المبسوط كان محاولة ناجحة وعظيمة في مقاييس التطور العلمي لنقل البحث الفقهي من نطاقه الضيق المحدود في أصول المسائل
__________________
(١) رسائل المرتضى ١ / ٢٥.