إلى أحاديثهم وأحاديث جدهم رسول الله « ص » الغارس لبذرة للتشيع والموضح لخططه وآثاره ، وفي زمن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام تركزت دعائمه ووضحت معالمه وظهرت خصائصه وكثر متبعوه ومعتنقوه ، ولم يزل أئمة أهل البيت يتعاهدونه واحداً بعد واحد بالرعاية والعناية ويكشفون دقائقه وينشرون أعلامه وأحكامه ... واختلاف الشيعة إنما يكون بسبب تفاوت أفهام العلماء في الاستخراج والاستنباط ـ في الأمور الاستنباطية ـ وبحسب اختلاف الأنظار والأفكار ـ في الأمور العقلية. ومن الطبيعي أن هذا الرأي قد يوافق غيرهم وقد يخالفهم ، وليس معنى الموافقة أن يكونوا منهم. على أنا لو قلنا بأن الاعتزال تشيع من بعض الجهات لكان أقرب إلى الصواب ، حيث أن المتأخر يصح أن ينسب إلى المتقدم ولا يصح العكس. أذن فمن الخطأ أن نقول : التشيع منحى من مناحي الاعتزال ... » (١)
وبعد هذا فهل يصح أن يقال ان المرتضى معتزلي وهو الذي كتب كتابه « الشافي » في رد كبير المعتزلة في عصره القاضي عبد الجبار؟؟
أو هل يصح أن يقال إن الشريف يناصر مذهب الاعتزال وهو الذي يقول في بعض كتاباته رداً على المعتزلة « ويمكن أن
__________________
(١) الحيدري : مع الدكتور محي الدين ١٦.