ذلك البيت الجليل » (١).
والذي « كان نصير الدين الطوسي إذا جرى ذكره في دروسه يقول : صلوات الله عليه ، ويلتفت إلى القضاة والمدرسين الحاضرين ويقول : كيف لا يصلى على السيد المرتضى » (٢).
والمرتضى ككلامي شيعي يبحث من زاويته الخاصة كان شديد الانتصار للآراء الشيعية : يذب عنها بما أوتى من حول وطول ، ويدافع عنها بكل قواه ، ولا يدع ما يمكن الاستدلال به إلا جعله شاهداً يقيمه لدعم مذهبه وتقوية معتقده.
والغريب أن يعدّ الشريف المرتضى معتزلياً لمناصرته بعض ما يذهب إليه المعتزلة ، والأغرب أن يعدّ التشيع متفرعاً من الاعتزال لوجود الشبه الكبير بينهما وتشابكهما في الآراء الكلامية تشابكاً قوياً ....
إن هذا لغريب حقاً ، وكأن القائل بهذا القول لم يقف على الآراء ولم يبحثها ، وإذا كان بحث فيها كان يجد أن « أسس الإمامية أسبق من أسس المعتزلة ، لأن الاعتزال مذهب جديد حصل في زمن واصل بن عطاء في القرن الثاني للهجرة وخالف في ذلك أستاذه الحسن البصري واعتزل درسه. أما الإمامية فيعتمدون في مذهبهم على أئمة أهل البيت ويستندون
__________________
(١) صدر الدين الشيرازي عن ابن بسام : الدرجات الرفيعة ٤٥٩.
(٢) الخونساري : روضات الجنات ٣٨٥.