كتابه الشافي من أحسن كتبه الكلامية وأطولها ، بل لعل الشافي من أوقع الكتب الكلامية الشيعية القديمة وأرسخها ، وهو حقاً طرق بعض الأبحاث الكلامية وتوسع فيها توسعاً لم يسبق إليه مع عمق في البحث ، واشراق في العبارة ، واكثار من الشواهد القرآنية والحديثية ، وجمع للآراء ، واحتواء للنظريات.
وكان تلميذاً للشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفيد الذي قيل فيه : كان « من جملة متكلمي الإمامية انتهت إليه رياسة الإمامية في وقته ، وكان مقدماً في العلم وصناعة الكلام » (١) وهو الذي « فضله أشهر من أن يوسف في الفقه والكلام والرواية » (٢).
وأستاذ مثل الشيخ المفيد الذي طبق العالم شهرة في الكلام والفقه وغيرهما من العلوم لابد وأن يربي مثل المرتضى الذي كان « إمام أئمة العراق بين الاختلاف والاتفاق ، إليه فزع علمائها وعنه أخذ علماؤها ، صاحب مدارسها ، وجماع شاردها وآنسها ممن سارت أخباره ، وعرفت به أشعاره ، وحمدت في دين الله مأثوره وآثاره ، إلى تواليفه في الدين ، وتصانيفه في أحكام المسلمين ، ما يشهد أنه فرع ذلك الأصل الأصيل ، ومن أهل
__________________
(١) الطوسي : الفهرست ١٥٨
(٢) النجاشي : الرجال ٣١١.