ما الدليل على إبطال التسلسل؟.
الجواب
اتّفق الجميع على بطلان التسلسل في العلل والمعلولات ، وإن أجازه الفلاسفة فيما له ترتب عرضي كالحوادث. واستدل الجميع بأنّه لو تسلسلت العلل والمعلولات لزم وجود ما لا نهاية له من العلل بالفعل ، لأنّ العلل التامة يوجد معها المعلول التّام الاستعداد ، فلو كانت بغير نهاية لزم وجود ما لا نهاية له دفعة وهو محال. وبأنّه لو لم تنته الممكنات عند واجب مع كونها بأجمعها ممكنة لزم وجودها لا لمؤثر أو الدور وهما محالان.
هل يجب على المكلف معرفة العقائد بالدليل أو لا؟ فإن كان الأوّل لزم تعطيل الأمور الدنيوية الضروريّة ، لأنّ تحصيل المعارف لا يحصل في الزمان اليسير ، ولأنّ النبي صلىاللهعليهوآله كان يقنع بإظهار كلمة الإسلام ويحكم له بالعدالة ، وإن كان الثاني لزم أن يكون الإنسان جازما بما لا يعلم صحّته ، والعقل يقبح ذلك. ولو أخل بالنظر هل يكون فاسقا أو كافرا؟
الجواب
لمّا كانت العقائد مختلفة وخطر الخطأ فيها عظيما وجب دفع ضرر الخوف باستعمال النظر لتحصيل الوثوق بالسلامة : فالمخلّ بتحقيق ما يبني عليه عقيدته عاص. وإن قدح الشكّ في عقيدة فهو كافر ما لم يدفعه بإنعام (٦) النظر. ويكفي في المعرفة أوائل الأدلّة وقدر يناله كلّ مبتلى بالتكليف في الزمان اليسير ، (٧) ولا
__________________
(٦) أنعم النظر في المسألة : حقق النظر فيها وبالغ. وأمعن النظر في الأمر : بالغ في الاستقصاء.
(٧) في نسخة مكتبة ملك : في الأمد اليسير.