صدق الحارث بن النعمان فأعترض على النبي « ص » فأجابه « ص » بأنه من الله ، فلم ير الحارث بداً إلا ان يدعو على نفسه فدعا ونزل العذاب عليه حتى اهلكه الله ، فلو كان مقصود النبي « ص » هو تبليغ الناس ان من كنت محبه أو ناصره أو نحو ذلك فعلي كذلك لم يكن الأمر ذا أهمية بهذه المثابة حتى يضيق صدر الحارث بذلك ويدعو على نفسه ويهلكه الله .
وقد أورد علماء السنة على الاستدلال بحديث الغدير لخلافة علي عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بلا فصل بأمور ضعيفة .
( منها ) إن احداً من أئمة العربية لم يذكر أن مفعلاً يأتي بمعنى أفعل أي المولى بمعنى الأولى ، ؛ ( والجواب عنه ) : كأنهم لم يسمعوا ما قاله المفسرون في قوله تعالى في سورة الحديد : ( مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ ) من السنة والشيعة كالكشاف والجلالين والبيضاوي وأبي السعود والطبري والتبيان وغيرهم فأنهم قد ذكروا تفسيره بالأولى ، أي هي أولى بكم ، ويقول الأخطل في عبد الملك ابن مروان مادحاً له :
فما وجدت فيها قريش لأمرها |
|
أعف وأوفى من أبيك وأمجدا |
وأورى بزنديه ولو كان غيره |
|
غداة اختلاف الناس ألوى وأصلدا |
فأصبحت مولاها من الناس كلهم |
|
وأحرى قريش أن تهاب وتحمدا |
فخاطبه بلفظ مولى ـ وهو خليفة مطاع الأمر ـ من حيث اختص بالمعنى الذي احتمله ، والأخطل هو أحد شعراء العرب وممن لا يطعن عليه في معرفة ، ولا ميل له إلى مذهب الاسلام ، بل هو من المبرزين في علم اللغة وكذلك أبو عبيدة معمر بن المثنى الذي هو مقدم في علم العربية غير مطعون عليه في معرفتها قد ذكر في كتابه المتضمن تفسير غريب القرآن المعروف بالمجاز ( ج ٢ ص ٢٥٤ ) في تفسير الآية المذكورة ما لفظه : ( هِيَ مَوْلَاكُمْ ) أولى بكم ، واستشهد بقول لبيد ، في معلقته المشهورة :