فغدت كلا الفرجين تحسب أنه |
|
مولى المخافة خلفها وأمامها |
معناه أولى بالمخافة ، يريد أن هذه المطية تحيرت فلم تدر أخلفها أم أمامها وليس أبو عبيدة معمر بن المثنى المذكور متهماً في التقصير في علم اللغة ولا مظنوناً به الميل الى امير المؤمنين علي عليه السلام بل هو معدود من الخوارج ويقول ابن قتيبة الدينوري في غريب القرآن ومشكله ( ج ٢ ص ١٦٤ ) ما نصه : ( مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ ) أي هي أولى بكم ، ثم استشهد بقول لبيد المذكور ، وجاء في شرح معلقة لبيد للزوزني ( ص ١٠٦ ) ط . بيروت سنة ١٣٧٧ هـ . سنة ١٩٥٨ م في شرح هذا البيت ما نصه حرفياً . قال ثعلب : إن المولى في هذا البيت بمعنى الاولى بالشيء كقوله تعالى : ( مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ ) اي اولى بكم .
وكذلك جاء في البخاري تفسير ( هي مولاكم ) أولى بكم كما ذكره ابن حجر العسقلاني في فتح الباري شرح البخاري ( ج ٨ ص ٤٨٢ ) وقال : وكذا قال أبو عبيدة : وفي بعض نسخ البخاري ( هو أولى بكم ) وكذا هو كلام أبي عبيدة أيضاً .
وكذلك يروي عن أبي بكر محمد بن القاسم الأنباري في كتابه المعروف بتفسير المشكل في القرآن في ذكر أقسام مولى ، قال : إن المولى الولي ، والمولى الأول بالشيء ؛ واستشهد على ذلك بالآية المذكورة وببيت لبيد أيضاً :
كانوا موالي حق يطلبون به |
|
فأدركوه وما ملوا ولا تعبوا |
وقد ذكر الفخر الرازي
عن الكلبي والزجاج والفراء وأبي عبيدة أنهم أيضاً فسروا الآية بالأولى ، مضافاً الى انه لو لم يكن هناك آية ولا رواية ولا لغوي قد صرح بأن المولى قد جاء بمعنى الأولى سوى قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى قال : فمن كنت مولاه فعليٌ مولاه ، أو قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعليٌ مولاه ؛ لكفى ذلك