أصحابي فيقول : إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ، فأقول كما قال العبد الصالح : ( وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم ـ إلى قوله ـ الحكيم ) ورواه أيضاً باسناد آخر وبألفاظ متقاربة في كتاب بدء الخلق في باب واذكر في الكتاب مريم ، وفي كتاب التفسير في باب : وكنت عليهم شهيداً ، وقال فيه : فأقول يا رب أصحابي فيقول : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول كما قال العبد الصالح : وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم ( الخ ) وفي كتاب التفسير أيضاً في باب كما بدأنا أول خلق نعيده ، وفي الرقاق في باب كيف الحشر ، وفي الرقاق أيضاً في باب الحوض بطرق متعددة ، وفي كتاب الفتن الحديث الثاني .
[ ورواه مسلم أيضاً ] في صحيحه في كتاب الطهارة في باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء ، وفي كتاب الفضائل في باب إثبات حوض نبينا بطرق متعددة ، وفي كتاب الجنة في باب فناء الدنيا .
[ ورواه الترمذي أيضاً في صحيحه ج ٢ ص ٦٨ ] بطريقين ( وفي ج ٢ أيضاً ص ١٩٩ ) بطريقين آخرين ، ورواه النسائي أيضاً في صحيحه ( ج ١ ص ٢٩٥ ) وابن ماجة في صحيحه في أبواب المناسك ( ص ٢٢٦ ) .
( هذا ) مع ما ورد عن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم من الاشارة الجلية أيضاً في خصوص أبي بكر من أنه يحدث من بعده ما أحدث ، إذ روى الإِمام مالك بن أنس في صحيحه المسمى بالموطأ في كتاب الجهاد ( ص ١٩٧ ) بسنده عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله أنه بلغه إن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال لشهداء أُحد : هؤلاء اشهد عليهم ، فقال أبو بكر : ألسنا يا رسول الله إخوانهم أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : بلى ، ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي ، فبكى أبو بكر ثم بكي ، ثم قال : أئنا لكائنون بعدك ؟
[ اقول ]
ومن الغريب ان علماء السنة ـ بعد ان لم يمكنهم المناقشة في سند هذه النصوص الواردة في ارتداد أناس من الصحابة قد حملوها على امتناع قوم من الأعراب من أداء الزكاة مثل مالك بن نويرة وغيره