وقال : وكتاب دعائم الإسلام قد كان أكثر أهل عصرنا يتوهّمون أنّه تأليف الصدوق رحمه الله ، وقد ظهر لنا أنّه تأليف أبي حنيفة النعمان بن محمّد بن منصور ، قاضي مصر في أيّام الدولة الإسماعيليّة ... ، وأخبار هذا الكتاب أكثرها موافقة لما في كتبنا المشهورة ، لكن لم يرو عن الأئمّة بعد الصادق ( عليه السلام ) ... ، وأخباره تصلح للتأييد والتأكيد (١).
قال الأفندي ( ت ١١٢٠ هـ ) في الرياض ـ بعد أن ذكر اسم القاضي ونسبه ـ : مؤلّف كتاب دعائم الإسلام وغيره ، وعندنا من ذلك الكتاب نسخة في مجلّدين ، وكان من أقدم النسخ ... ، ثمّ إنّ عندنا نسخة عتيقة جدّاً من النصف الآخر من كتاب دعائم الإسلام له ، وعلى حواشيها فوائد جليلة كثيرة من كتاب مختصر الآثار ، له أيضاً (٢).
قال السيّد الخوئي ( ت ١٤١٣ هـ ) : إنّ كتاب دعائم الإسلام فيه من الفروع على خلاف مذهب الإمامية ، قد ذكر جملة منها في ذيل محاضراتنا في الفقه الجعفري ، ومع ذلك فقد بالغ شيخنا المحدّث النوري ـ قدس الله نفسه ـ في اعتبار الرجل (٣) ، وأنّه كان من الإمامية المحقّة ، فهو لم يثبت ، فالرجل مجهول الحال ، وعلى تقدير الثبوت فكتابه دعائم الإسلام غير معتبر ; لأنّ رواياته كلّها مرسلة (٤).
ونسبه إليه الشيخ عبّاس القمّي في الكنى والألقاب (٥) ، والسيّد الأمين
____________
١ ـ بحار الأنوار ١ : ٣٨ ، توثيق المصادر.
٢ ـ رياض العلماء ٥ : ٢٧٥.
٣ ـ وقد تقدّم مفصّلاً رأي الشيخ النوري ونقاشه.
٤ ـ معجم رجال الحديث ٢٠ : ١٨٥.
٥ ـ الكنى والألقاب ١ : ٥٧.