الذين لا يجوز سبّهم ، فأمّا من كان سبّهم فريضة ، ونشر معايبه من أوجب الشريعة ، فليس من معنى هذا الحديث ... ، ولا نعلم بدعة هي أضرّ بالمسلمين والملّة الحنيفية والدين من بدعة تعاطي بها المفضول منزلة الفاضل ، وجلس بها امام البغي منزلة مجلس الإمام العادل ، ولا ثواب ـ إنْ شاء الله ـ أجزل من ثواب قائل أبان الحق في ذلك ، ونفى الشبهة عنه ، ودمغ بقوله الباطل ، وأظهر عوار مدّعيه ، نسأل الله بلوغ ذلك والعون عليه.
ولمّا نظرنا في عداوة بني أميّة للعترة الطاهرة الزكية ، رأيناها عداوة أصلية قديمة ... ، ورأينا وبالله التوفيق أن نبتدئ بذكر هذه العداوة من حيث ابتدأت ... ، إلى أن بلغت ما بلغت ... ، إلى وقت تأليف كتابنا هذا (١).
ونسبه المصنّف إلى نفسه في عدّة مواضع من كتابه شرح الأخبار ، قال : وقد ألّفت كتاباً سمّيته كتاب المناقب والمثالب ، وذكرت فيه فضل هاشم وولده ، وماله ومالهم من المناقب في الجاهليّة والإسلام ، وفضلهم في ذلك على عبد شمس وولده ، ومثالب عبد شمس وولده في الجاهليّة والإسلام ، على الموازنة رجلاً برجل إلى وقت تأليفي ذلك (٢).
قال الشيخ إسماعيل المجدوع في فهرسته : قال سيّد عماد الدين ( قس ) في كتاب عيون الأخبار : قال القاضي النعمان بن محمّد ( قس ) : أمرني أمير المؤمنين المعز لدين الله بجمع أخبار الدولة في كتاب ، ومناقب بني هاشم ومثالب بني عبد شمس في كتاب ، ففعلت على ما رتّبه وأفاد ، ورفعتهما إليه ، فاستحسنهما ، وارتضاهما ، واستجاد معناهما ، وقال : أمّا
____________
١ ـ المناقب والمثالب : ٢٠ ـ ٢٣ ، مقدّمة المؤلّف.
٢ ـ شرح الأخبار ٢ : ٩٨ ، ١٤٥ ، ١٧٤ ، وغيرها.