الرابع : قال : وغيبة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مستحيلة ، وأَزْره بوصيّه صلوات الله عليه مشدود ، ونظام الإمامة قائم في ولده لكل وقت منهم إمام موجود ، يدلّ على ذلك قول الله سبحانه ( ... ) ويدلّ عليه أيضاً قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » إلى قوله : « وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (١).
الخامس : قال : وإنّما ألفاظ القرآن الواردة في مثل ذلك مخرجة على صيغة يأخذ منها الجاهل بحسب جهله ، والعاقل على قدر عقله ، ومقيّدة بالثقل الذي هو أهل بيت نبيّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فلا يكاد يصحّ معلوم من معانيه إلاّ ما جعلوه للناس معلوماً ، وما قرّروه في نفوسهم فيصير مفهوماً ، كما قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي » الخبر المشهور ، وأردفه بقوله : « وإنّهما لن يفترقا » (٢).
السادس : قال : ونبذوا قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وراء ظهورهم ، إذ قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا » (٣).
السابع : قال : وأوصيكم بتقوى الله العظيم ، واتّباع صراطه المستقيم الذي إن لزمتموه لم تزلّوا ، وإن تمسّكتم به لن تضلّوا ، وأنّهما كتاب الله والأئمّة من آل رسول الله ، وهما الثقلان المتروكان في الثقلين ، والسبيلان المسيّران لنجاة الخافقين ، وأنّهما كما قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) « لن يفترقا حتّى يردا على الحوض كهاتين » ، وجمع بين أصبعيه المسبحتين (٤).
____________
١ ـ المجالس المؤيّدية ، المائة الأولى : ٤٢٧ ، المجلس : ٨٦.
٢ ـ المجالس المؤيّدية ، المائة الأولى : ٤٧١ ، المجلس : ٩٤.
٣ ـ المجالس المؤيّدية ، المائة الثالثة : ٣١ ، المجلس : ٩.
٤ ـ المجالس المؤيّدية ، المائة الثالثة : ٥٩ ، المجلس : ٢٠.