الثالث : قال : وقرن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الصامت بالناطق ، فقال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » وأجرى العترة من الكتاب والشريعة مجرى النفس من عالم الشخص ، والملائكة من عالم الدنيا ، إذاً الإمامة واجبة (١).
الرابع : قال : فجعل البيان إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) القائم بالكتاب ، وجعل الكتاب بيّنة وتبياناً وبرهاناً كما قال الله تعالى ( ... ) وجعله النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مقروناً بعترته ، فقال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » لتكون العترة الطاهرين هم القائمون بالبيان عن الكتاب (٢).
الخامس : قال ـ في جوابه عن المستشكل ـ : فإن زعم أنّا لم نجد أكثر القضايا في الكتاب ، وهو في أيدينا ، نتلوه بكرة وعشيّا ، فجوابه : أنّه لا يعلم ذلك بجملتة ، ولا يحيط بكلّيّته إلاّ الله والراسخون في العلم ، المنزل على جدِّهم الكتاب ، المفوّض إليه الحكم به إليهم بقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « خلّفت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبدا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » (٣).
السادس : قال : وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في حديث ثاني : « ألا إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، طرف منه بيد الله ، وطرف منه بأيديكم ، فتمسّكوا بهما ، فإنّكم لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما ، وقد سألت ربّي أن يردا عليّ الحوض كهاتين » وجمع بين المسبحة والوسطى من يده الواحدة « إحداهما تسبق الأخرى ، ناصرهما
____________
١ ـ دامع الباطل وحتف المناضل ١ : ١٦٠.
٢ ـ دامغ الباطل وحتف المناضل ١ : ٢٦٣.
٣ ـ دامغ الباطل وحتف المناضل ٢ : ٨١.