ويدفع عنه حتّى أظهر منه وأعزّ نصره ، وأنجز وعده (١).
قال السيّد الجلالي ـ محقق كتاب شرح الأخبار ـ معلقاً على كلام المؤلّف : أقول : نستنتج من مفاد كلام المؤلّف أنّ من ادّعى الإمامة والمهدويّة فيما سبق الدولة الفاطمية باطلة ; لأنّها لم تدم ... ، وأنّ المهدي الفاطمي هو الحقّ ، المهدي الموعود ; لأنّ دولته تدوم إلى الأبد ، وتشمل البلدان شرقاً وغرباً ، وتجسّد فيها كُلّ ما ذكره النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والأئمّة الأطهار ( عليهم السلام ) من التنبّؤات والعلامات.
وبما أنّ هذه الدولة أزيلت كسابقتها ، ولم تدم بعد غزو صلاح الدين الأيّوبي على مصر ، وقتله الفاطميين ، بطلت هذه الدعوة ، وأنّ المهدي الذي ركّز المؤلّف عليه وادّعاه ، وجعله مصداقاً للأحاديث والأخبار التي يذكرها المؤلّف ـ فيما يأتي ـ وادّعى صحّتها متناً وسنداً ودلالة لم يكن هو المهدي الموعود (٢).
ثمّ ذكر القاضي النعمان وقت ظهور المهدي ، وكيفيّة ذلك ، وذكر صفاته ومعالمه والأحاديث في فضله عن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والأئمّة ( عليهم السلام ) ، وذمّ من تشبّه به ، وذكر أحاديث في فضل انتظاره ، ولزوم اتّباعه (٣).
وكذلك عقد باباً في كتابه المناقب والمثالب حول ظهور المهدي ، وعلاماته ، وما يتعلّق بذلك ، وأنّه قد ظهر ، وأفضت الإمامة إليه ، إلى آخر كلامه (٤).
____________
١ ـ شرح الأخبار ٣ : ٣٤٩ ـ ٣٥٤.
٢ ـ شرح الأخبار ٣ : ٣٥٠.
٣ ـ شرح الأخبار ٣ : ٢٥٥ ـ ٣٦٨.
٤ ـ المناقب والمثالب : ٣٩٢ ـ ٤٠٢.