وقال في مقدّمة كتاب افتتاح الدعوة للقاضي النعمان : فالنعمان تعتبر أقواله صادقة ومقدّسة بالنسبة للإسماعيليّين ; لأنّها مستقاة من مصادر وينابيع كان للنعمان فيها حضور ، ويكفيه فخراً أنّه استلهمها من أربعة أئمّة فاطميين معصومين ، أوّلهم : المهدي ، في الأعوام التسعة الأخيرة من حكمه ، وثانيهم : القائم بأمر الله الخليفة الفاطمي الثاني ، وثالثهم : المنصور بالله ، ورابعهم : الإمام المعز لدين الله الذي أناط به رتبة داعي الدعاة وقاضي القضاة (١).
وقال الكاتب الإسماعيلي المعروف ـ مصطفى غالب ـ في مقدّمة كتاب اختلاف أصول المذاهب للقاضي النعمان في حديثه عن القاضي النعمان : كان من أشهر فقهاء المذهب الفاطمي ، ومن أكثرهم تصنيفاً وتأليفاً حتّى أنّ مؤلّفاته اعتبرت من الأسس التي بنى عليها من جاء بعده من علماء المذهب الإسماعيلي ، ولا تزال كتبه حتّى اليوم من أبرز وأشهر وأعمق المؤلّفات الإسماعيليّة المذهبية.
ثمّ قال : ولا صحّة لما قيل بأنّه كان مالكي المذهب ، كما وأنّنا نؤكّد بأنّه ولد من أبوين إسماعيليين ، تثقّف الثقافة المذهبيّة على أبيه الذي كان بدوره ـ كما قلنا ـ من كبار دعاة الإسماعيليّة في دور التقيّة والستر (٢).
فتبيّن من خلال جميع ما تقدّم أنّه لا يوجد دليل يمكن التعويل عليه لإثبات إماميّة القاضي النعمان ، بل الأمر على العكس تماماً فإنّه توجد عدّة شواهد وقرائن تثبت إسماعيليّة القاضي النعمان ظاهراً (٣).
____________
١ ـ افتتاح الدعوة : ٦ ، مقدّمة المحقّق.
٢ ـ اختلاف أصول المذاهب : ٩ ـ ١٠ ، مقدّمة المحقّق.
٣ ـ وانظر في ترجمته أيضاً : مقدّمة كتاب المجالس والمسايرات ، مقدّمة كتاب