في إنجاز ما وعدناه في أبواب جهاد النفس ، في ذيل باب وجوب طاعة العقل ، من بيان أنّ ما نسب إلى أصحابنا الأخباريين (١) من إنكارهم
__________________
(١) لا بأس بالإشارة إلى المحاور المهمة التي صارت محلا للخلاف بين الأخباريين والأُصوليين وهي :
١ ـ استقلالية علم الأُصول ووضعه أساساً للفقه.
وذهب الأخباريون إلى عدم الحاجة إليه.
٢ ـ اعتماد المجتهدين في إثبات الأحكام الشرعية على الظنون.
أمّا الأخباريون فقالوا : نحن نعمل بالأخبار دون الظنون.
٣ ـ اعتماد المجتهدين أحياناً في إثبات الحكم الشرعي على مقدّمات عقلية.
بينما قال الأخباريون : إنّ دين الله لا يصاب بالعقول ، والعمل بالرأي والقياس ممنوع في مدرسة أهل البيت قدسسره.
٤ ـ اعتماد المجتهدين على ظواهر الكتاب ولو لم يرد فيه تفسير عن أئمّة أهل البيت قدسسره.
وهو عند الأخباريين مصداق التفسير بالرأي الممنوع عنه في الروايات.
٥ ـ عدم التزام الأُصوليين بحجية الرواية بمجرّد وجودها في إحدى الكتب الروائية ، وإنّما يرون لحجّيتها شروطاً بلحاظ الرواة ، أو بلحاظ عمل المشهور وعدم إعراضهم عنها.
وفي قبالهم يعتقد الأخباريّون : حجّية كل الروايات الموجودة في الكتب الأربعة وما يماثلها ، وبعضهم ادعى قطعيتها.
٦ ـ اعتناء المجتهدين بعلم الرجال ، باعتباره متصدياً لتمييز آحاد السند من الجرح والتعديل ، والذي هو دخيل في اعتبار الرواية وعدمه.
وأما الأخباريون ، فلاعتقادهم حجّية كل الروايات الموجودة في الجوامع الحديثية ، وجدوا أنفسهم في غنى عن علم الرجال وعلم الرواية الذي يبحث عن أصول الحديث.
٧ ـ المشهور بين المجتهدين جريان البراءة في الشبهات التحريمية.