والأئمة (صلوات الله عليهم) ، وأمّا الباطنة فالعقول » (١).
ثمّ قال : أقول : العقل يطلق في كلمات العلماء والحكماء على معانٍ كثيرة ، وبالتتبّع يعلم أنّه يطلق في الأحاديث على ثلاثة معان :
أحدها : قوّة إدراك الخير والشر ، والتمييز بينهما ، ومعرفة أسباب الأُمور ، ونحو ذلك ، وهذا هو مناط التكليف.
وثانيها : حالة وملكة تدعو إلى اختيار الخير والمنافع ، واجتناب الشرّ والمضارّ.
وثالثها : التعقّل ، بمعنى العلم ، ولذا يقابل بالجهل ، لا بالجنون.
وأحاديث هذا الباب وغيره أكثرها محمولة على المعنى الثاني والثالث (٢).
وقال في الفائدة التاسعة والسبعين من كتابه المسمّى بالفوائد الطوسيّة : قد تجدّد في هذا الزمان من بعض المائلين إلى العمل بالأدلّة العقلية الظنّية الاستدلال على ذلك بما ورد في الحديث من قولهم عليهمالسلام : « صديق كلّ امرئ عقله ، وعدوّه جهله » (٣).
وقولهم عليهمالسلام : « العقل دليل المؤمن » (٤).
وقولهم عليهمالسلام : « الحجّة على الناس اليوم العقل » (٥).
وقولهم عليهمالسلام : « إنّ لله على الناس حجّتين : حجّة ظاهرة وحجّة
__________________
(١) وسائل الشيعة ١١ : ١٦١ ، قطعة من الحديث ٦.
(٢) وسائل الشيعة ١١ : ١٦٣ ، ذيل الحديث ١١.
(٣) أُصول الكافي ١ : ٨ / ٤ ، المحاسن : ١٩٤ / ١٢.
(٤) أُصول الكافي ١ : ١٩ / ٢٤.
(٥) أُصول الكافي ١ : ١٩ / ٢٠ ، بتفاوت يسير.