أو التردّد والحيرة في بعض المقدّمات ، ولا عاصم عن الكلّ إلاّ التمسّك بأصحاب العصمة (صلوات الله عليهم) (١). انتهى كلامه.
وصريح كلامه : أنّ الذي نفاه من الحجيّة إدراكه الظنّي ، بل لا يرى للعقل إدراكاً قطعياً في استنباط الأحكام الفرعية ، كما يظهر من استشهاده بكلام العضدي وارتضائه به.
أرأيت من يجعل حسن الصدق والعدل وقبح الكذب والظلم من الظنّيات التي منشؤها الشهرة مع أنّه من المصاديق الواضحة للمستقلاّت العقلية القطعية يعتقد له إدراكاً قطعياً في ما دونه؟! فالنزاع في الحقيقة صغروي ، ويؤيّده ما يأتي من كلماتهم ما هو صريح في حجّية إدراكه القطعي.
والعجب أنّه يصرّح بأنّ مقتضى هذا الدليل عدم جواز الاعتماد على الدليل الظنّي في أحكامه تعالى ، ثم ينسب إليه أنّ مقتضاه عدم حجّية حكم العقل القطعي ، بل يجعل مقالته أصلاً لكلمات من تبعه ، ولكنّه (أعلى الله مقامه) (٢) معذور ؛ لأنّه لم يكن عنده كتاب الفوائد ، وإنّما نقله عن حاشية محمد تقي الأصفهاني (٣) على المعالم (٤) ، وكذا ما نقله عن السيد الجزائري ،
__________________
(١) الفوائد المدنية : ١٢٩ ١٣١.
(٢) أي الشيخ الأنصاري قدسسره.
(٣) في الأصل والحجرية : فخر المحققين ، وما أثبتناه من حاشية الحجرية.
إذا أُطلق فخر المحققين فالمراد به ابن العلامة الحلي ، وكيف تكون حاشية لفخر المحققين على كتاب مؤلفه توفي بعده بأكثر من مائتي سنة؟! نعم هناك حواشي على المعالم منها حاشية الأصفهاني المذكور.
(٤) انظر هداية المسترشدين : ٤٤٣.