وأمّا السيّد المحدّث الجزائري فلا يخفى على من راجع شرحه على التهذيب والأنوار النعمانية ، أنّه تبعه في أقواله ، ونسج على منواله ، حتى في عناوين المطالب ، فقال في الأول : المسألة السابعة : في الدلائل المذكورة عندهم على إبطال التمسّك بالاستنباطات الظنّية ، وهي أُمور (١). وذكر جملة ممّا في الفوائد وزاد اخرى.
ثم قال : المسألة الثامنة : في بيان انحصار مدرك ما ليس من ضروريات الدين من المسائل الشرعية أصليّة كانت أو فرعية في السماع عن الصادقين عليهمالسلام (٢). ثم ذكر بعض الوجوه التي في الفوائد ، وزاد عليها اخرى ، ويظهر من جميعها أنّ المقصد واحد ، والمراد متّحد ، مضافاً إلى تصريحه في بعض الموارد.
فقال في الأنوار : وأمّا المسائل الفرعية فمدارهم على طرح الدلائل النقلية ، والقول بما أدّت إليه الاستحسانات العقلية ، وإذا عملوا بالدلائل النقلية يذكرون أولاً الدلائل العقلية ، ثم يجعلون دليل النقل مؤيّداً لها ، وعاضداً إيّاها ، فيكون المدار والأصل إنّما هو العقل ، وهذا منظورٌ فيه. (٣) إلى آخره.
وهذا نصّ في أنّ مراده من دليل العقل هو الاستحسان ، الذي قد يعبّر عنه بالاستنباط الظنّي.
وأصرح منه ما ذكره في شرح الدعاء الثاني من الصحيفة الكاملة ، قال : وقد استدلّوا على بطلان الإحباط بدلائل عقلية أبطلناها في شرحنا
__________________
(١) شرح التهذيب (مخطوط)
(٢) شرح التهذيب (مخطوط)
(٣) الأنوار النعمانيّة ٣ : ١٣١.