والّذي يدلّ على ذلك أنّ الإمام جعل ضرب اليد على الفخذ عند المصيبة سبباً لحبط أجره ، لأنّ الضرب نظير خمش الوجوه وشقّ الجيوب.
والحاصل : انّ البكاء والندب على فقد الأحبة وتبادل التعازي ، لا ينافي الصبر الّذي أمرنا الله به سبحانه وقال : (وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) (١).
وليس كبح النفس عن البكاء ، وعدم تذريف الدموع آية الصبر ، وخلافها آية الجزع بل يجمعهما الرضا بالقضاء والقدر سواء أبكي أم لا ، ذرفت عينه الدموع أم لا.
نعم ، بقي هنا كلام ، وهو ان فضيلة الشيخ ندّد بمظاهر الحزن التي تُنشر في أيام عاشوراء وجعلها من أمارات الجزع.
ونُلفت نظر فضيلة الشيخ إلى النقاط التالية ، وإنْ كان
____________________
١. البقرة : ١٥٥ ـ ١٥٦.