هو : سيد أهل الإباء الذي علّم الناس الحميّة والموت تحت ظلال السيوف ، اختياراً له على الدنيّة ، أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام عُرض عليه الأمان ، فأنف من الذل ، وخاف من ابن زياد ان يناله بنوع من الهوان إن لم يقتله ، فاختار الموت على ذلك. (١)
نعم ، إنّ الذين يسودهم الجبن ويروْن الخروج على الإمام الظالم حراماً لا تروقهم تلك المظاهر الحزينة ويكنّون للأحرار وسيّدهم حقداً دفيناً ، يقول الشيخ عمر النسفي في كتابه العقائد النسفية :
ولا ينعزل الإمام بالفسق ـ أي الخروج على طاعة الله تعالى وظلم عباده ـ لأنّ الفاسق من أهل الولاية ، وربّما يعلّل ذلك بأنّه قد ظهر الفسق واشتهر الجور من الأئمة والأمراء بعد الخلفاء الراشدين ، والسلف كانوا ينقادون لهم ، ولا يروْن الخروج عليهم. (٢)
____________________
١. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ٣ / ٢٤٩.
٢. شرح العقائد النسفية ممزوجاً مع المتن : ١٨٥ ـ ١٨٦.