وإلهاً. وعلى ذلك فالغلو هو الإفراط ويمكن أن يكون المراد هو الأعم حتّى يعمّ التقصير والتفريط أيضاً كغلو اليهود في أُمّ عيسى حتّى قذفوا مريم ، فيكون المنهي عنه هو مطلق الخروج عن الحد الحقيقي من غير فرق بين الإفراط والتفريط وعليه بعض المفسرين. (١)
وقد نقل الزمخشري عن الإمام أمير المؤمنين علي عليهالسلام قوله : «إنّ دين الله بين المقصّر والغالي ، فعليكم الفرقة الوسطى فيها يلحق المقصِّر ويرجع إليها الغالي» (٢).
وهناك كلمة قيّمة أُخرى نقلها الرضي عن علي عليهالسلام في قصار الحكم ، وهي : «الثناء بأكثر من الاستحقاق مَلَق ، والتقصير عن الاستحقاق عِيٌّ أو حسد» (٣).
إلاّ أنّ المهم هو معرفة الحد الواقعي الذي لا ينبغي أن يتجاوزه الإنسان ، لأنّ الإفراط في الثناء يعد ملقاً والتقصير يعد عيّاً أو حسداً ، لكنَّه موضوع آخر خارج عن
____________________
١. تفسير القرطبي : ٦ / ٢١.
٢. ربيع الأبرار للزمخشري.
٣. قصار الحكم ، برقم ٣٤٧.