وانّهم لا يموتون إلاّ باختيار منهم ، كيف؟ وعليّ يقول : أو لدفع الموت سبيلاً.
المناقشة :
لا شك في أنّه لم يكتب لأحد البقاءُ إلاّ لِذات الله سبحانه ووجهه ، قال تعالى (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَان * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ) (١). وهو من أوضح المعارف القرآنية.
والإمام في خطابه بصدد إيقاظ الغافل ، غير المكترث بفرائض الله سبحانه وعزائمه ، المعتمد على قوته ومنعته ، غافلاً عن أنّ المنعة والقدرة غير مانعة عن قضاء الله سبحانه ، ولو كانت مانعة لكان سليمان النبي أولى بذلك ، حيث كانت الريح العاصفة تجري بأمره ، والشياطين يعملون له و ... (٢) ومع ذلك ما أغنته عندما
____________________
١. الرحمن : ٢٧ ـ ٢٨.
٢. الأنبياء : ٨١ ـ ٨٢.