فما هذه الهمهمة والدمدمة مع الاتفاق في الكبرى والاختلاف في الصغرى ، وبذلك تستطيع على تفسير كل ما ورد حول علم الأئمة عليهمالسلام ، مما أشار إليه فضيلة الشيخ ، فخلط بين النبي والمحدَّث.
أن الله سبحانه ينسب إلى بعض عباده علما لدنّياً ويقول : (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) (١).
وقد بلغ من العلم شأواً أنْ صار معلّماً لنبي زمانه ورسول عصره وقد جاءت قصته في سورة الكهف على نحو مفصَّل. إن صاحب موسى في السفينة وغيرها لم يكن نبيّاً ، ولكنه أوتي من العلم ما لم يؤت موسى الكليم ، ولذلك قال له موسى : (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) (٢).
وهذه القصة توقفنا على عدم الملازمة بين كون
____________________
١. الكهف : ٦٥.
٢. الكهف : ٦٦.