وظهر أمر الله وهم كارهون. فادخُلْ فيما دخل فيه المسلمون ؛ فإنَّ أحبَّ الأُمور إليَّ فيك العافية ، إلا أن تتعرض للبلاء. فإن تعرضت له قاتلتك واستعنت اللهَ عليك. وقد أكثرتَ في قتلة عثمان فادخلْ فيما دخل فيه المسلمون ، ثم حاكم القوم إليّ أحملك وإيّاهم على كتاب الله. فأمّا تلك التي تريدها فخُدعة الصبيِّ عن اللبن. ولعمري لئن نظرتَ بعقلكَ دون هَواك لتجدنِّي أبرأَ قريش من دم عثمان. واعلم أنّك من الطلقاء (١) الذين لا تحلُّ لهم الخلافة ، ولا تعرض فيهم الشُّورى. وقد أرسلتُ إليك وإلى من قِبلك جرير بن عبد الله ، وهو من أهل الإيمان والهجرة. فبايعْ ولا قوة إلاّ بالله».
____________________
١. الطلقاء : جمع طليق ، وهو الأسير الذي أطلق عنه إساره وخلّى سبيله. ويراد بهم : الذين خلّى عنهم رسول الله يوم فتح مكة وأطلقهم ولم يسترقهم.