وشيجة» ، فيمكن بيانه على النحو التالي :
لايشك أحدٌ في أنّ سيرة أبي بكر وعمر في خطوطها العامّة كانت أفضل من سيرة عثمان ، ولهذا أراد الإمام بهذا القول أن يحثّه على انتهاج سيرتهما ، وأن ينأى بنفسه عن استئثار بني أبيه وأقاربه بالأموال والولايات والمناصب ، وأن يعدل في الرعية ، ويرفع عنها مظالمها ، وهذا لا يعني أنّه عليهالسلام كان راضياً عن سيرة الشيخين في تفاصيلها ، لأنّ هذا المعنى خارج عن موضوع الكلام.
وممّا يؤكد ما نذهب إليه ، هو أن الخلافة كانت من علي على طرف الثُّمام (١) ، ولكنّه عليهالسلام رغب عنها بعد أن اشترط عليه عبد الرحمن بن عوف الاقتداء بسيرة الشيخين!!
فلو كانت سيرتهما مستضيئة بالكتاب والسنّة في كلّ تفاصيلها ، لما كان هناك مساغ لرفضه عليهالسلام لهذا الشرط.
____________________
١. جمع الثمامة ، نبت ، سهل التناول مثل يضرب لكل أمر يسهل تناوله.