الظاهر من الخبر الذي لا يعتريه الشكّ ولا الإشكال ولا يتطرّق إليه (١) الريب ولا الاحتمال إنما هو حمل الطينة على الأجزاء الأصليّة التي خلق منها البدن ، فإنّها تبقى محفوظة في القبر إلى أن يخلق منها مرّة اخرى بإنزال المطر الذي دلّت عليه الأخبار (٢) المتقدّمة ، وأنه تنمو (٣) به تلك الطينة الأصلية وتنبت كما تنبت الشجرة وتخرج من النواة ، والإنسان من النطفة. هذا هو ظاهر الخبر كما عرفت آنفا.
ولكن هؤلاء ـ أعني من اتّسم بالتصوّف ـ عادتهم في تفسير الأخبار اختراع المعاني البعيدة ، ويزعمون أنهم من أهل الحقائق والباطن ، كما لا يخفى على من راجع كتب هذا القائل وأمثاله من علماء الصوفيّة العاميّة ، والله الهادي لمن يشاء.
__________________
(١) من «ع».
(٢) من قوله السابق : إنه لو اعيد ذلك الوقت ، المار في الصفحة : ١٥٤ إلى هنا من «ح» ، وقد وقع هذا الكلام في صفحة مفقودة من مصوّرة «ق».
(٣) من «ق» ، وفي «ح» : تيمن.