(٤٦)
درّة نجفيّة
في الجمع بين حديثي : زدني فيك معرفة ، ما ازددت يقينا
قد اشتهر بين الطلبة السؤال عن الجمع بين قوله صلىاللهعليهوآله : «اللهم زدني فيك تحيّرا» (١) ، «اللهم زدني فيك معرفة» (٢) ، وبين قول أمير المؤمنين عليهالسلام : «لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا» (٣). وهذا يدلّ على بلوغه عليهالسلام في المعرفة غاية لا تتصوّر الزيادة عليها ، فيلزم أن يكون أكمل فيها من النبي صلىاللهعليهوآله ، وهو خلاف الإجماع.
وقد اجيب عن ذلك بوجوه :
منها ما نقل (٤) عن شيخنا بهاء الملة والحقّ والدين ـ قدّس الله روحه ـ وهو أن كلام أمير المؤمنين عليهالسلام منزّل على امور الآخرة من الجنة والنار والصراط والميزان ، يعني : لو كشف الغطاء عن الامور الاخرويّة لم أزدد فيها يقينا ، كما قال عليهالسلام : «كأنّي أنظر إلى جهنّم وزفيرها على أهل المعاصي ، وكأنّي أنظر إلى أهل الجنّة متكئين فيها على أرائكهم» (٥) ، ونحو ذلك.
منها ما نقله السيّد الفاضل المحدّث السيّد نعمة الله الجزائري (٦) ـ نوّر الله تعالى مرقده ـ عن بعض معاصريه ، وهو أن يكون نصب «يقينا» على المفعول به
__________________
(١) أجوبة الشيخ سليمان الماحوزي : ٤٧٦.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) غرر الحكم ودرر الكلم : ٥٦٦ / ١ ، شرح نهج البلاغة (ابن أبي الحديد) ٧ : ٢٥٣ ، ١٠ : ١٤٢ ، ١١ : ٢٠٢ ، ١٣ : ٨.
(٤) نور البراهين ٢ : ١٤٦.
(٥) الكافي ٢ : ٥٣ / ٢ ، باب حقيقة الإيمان.
(٦) الأنوار النعمانية ١ : ٣٦ ـ ٣٧.