(٦٦)
درة نجفية
في وضع الأحاديث زمن معاوية
قال الشيخ عز الدين بن أبي الحديد المعتزلي في كتاب (شرح نهج البلاغة) في الجزء الحادي عشر : (روى أبو الحسن (١) علي بن محمد بن أبي سيف المدائني في كتاب (الأحداث) قال : كتب معاوية نسخة واحدة إلى عمّاله بعد عام الجماعة أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته ، فقامت الخطباء في كلّ كورة وعلى كلّ منبر يلعنون عليا عليهالسلام ويبرءون منه ويقعون فيه وفي أهل بيته.
وكان أشدّ الناس بلاء حينئذ أهل الكوفة ؛ لكثرة من (٢) فيها من شيعة علي عليهالسلام ، فاستعمل عليهم زياد بن [سمية] (٣) وضمّ إليه البصرة ، فكان يتبع الشيعة ، وهو بهم عارف ، لأنه كان منهم أيام علي عليهالسلام ، فقتلهم تحت كلّ حجر ومدر ، وأخافهم وقطع الأيدي والأرجل ، وسمل العيون ، وصلبهم على جذوع النخل ، وطردهم وشرّدهم من العراق فلم يبق بها معروف منهم.
وكتب معاوية ـ لعنه الله ـ إلى عماله في جميع الآفاق ألّا يجيزوا لشيعة علي وأهل بيته شهادة. وكتب إليهم أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل
__________________
(١) في النسختين بعدها : المدائني ، وما أثبتناه وفق المصدر.
(٢) من «ح» المصدر ، وفي «ق» : ما.
(٣) من المصدر ، وفي النسختين : امية.