(٦٥)
درّة نجفية
في عيسى ويحيى عليهماالسلام وتقدم أحدهما على الآخر
وجدت بخط بعض الفضلاء الأجلّاء ما صورته : (سؤال للسيد الجليل الأعظم الأفخم جمال الدين أحمد ابن المقدّس السيد زين العابدين : في الحديث : «وأوصى عيسى بن مريم إلى شمعون بن حمّون الصفا ، وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا» (١). هذا بظاهره ينافي ما في (الكافي) بقوله : علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن علي بن الحكم [عن ربيع بن محمد] عن عبد الله بن سليم العامري عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «إنّ عيسى بن مريم جاء إلى قبر يحيى بن زكريا ، وكان سأل ربّه أن يحيي يحيى له ، فدعاه فأجابه ، وخرج له من القبر فقال : ما تريد منّي؟ فقال : اريد أن تؤنسني كما كنت في الدنيا ، فقال له : يا عيسى ، ما سكنت عنّي حرارة الموت ، وأنت تريد أن تعيدني [إلى الدنيا] ، وتعود إليّ حرارة الموت؟ فتركه ، فعاد إلى قبره» (٢).
وجه دفع التناقض ـ بما وصل إليه فهم أحمد بن عبد السلام البحراني ، لا زالت فضائلكم مشهورة وبيوتكم بأنوار الإفادة معمورة ـ : على تقدير تسليم الحديثين ، وأنّهما خارجان من آفاق الصدق ، وبازغان من مطالع الحق ، يمكن دفع التنافي المفهوم من ظاهرهما بأن عيسى عليهالسلام حيث كان باقيا بنشأته الصورية في عالم
__________________
(١) الأمالي (الطوسي) : ٤٤٣ / ٩٩١ ، وفيه : خمّون ، بدل : حمّون ، بحار الأنوار ١٧ : ١٤٨ / ٤٣.
(٢) الكافي ٣ : ٢٦٠ / ٣٧ ، باب نوادر كتاب الجنائز.