(٥٢)
درّة نجفيّة
في موضع الوقف من آية (الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)
روى السيّد الرضي رضياللهعنه في كتاب (نهج البلاغة) (١) عن مسعدة بن صدقة عن الصادق عليهالسلام ، وروى نحوه الصدوق في (التوحيد) (٢) والعياشي في تفسيره (٣) أن أمير المؤمنين عليهالسلام خطب بهذه الخطبة على منبر الكوفة ، وذلك أن رجلا أتاه فقال : يا أمير المؤمنين ، صف لنا ربنا لنزداد له حبّا ومعرفة. فغضب عليهالسلام ونادى : «الصلاة جامعة». فاجتمع الناس حتى غص المسجد بأهله ، فصعد المنبر وهو مغضب متغير اللون فحمد الله سبحانه وصلّى على النبي صلىاللهعليهوآله وقال : «الحمد لله» ، وساق الخطبة.
إلى أن قال : فقال عليهالسلام : «فانظر أيّها السائل ، فما دلّك القرآن عليه من صفته فائتم به واستضئ بنور هدايته ، وما كلّفك الشيطان علمه ممّا ليس عليك في الكتاب فرضه ولا في سنة النبي صلىاللهعليهوآله وأئمّة الهدى أثره فكل علمه إلى الله سبحانه ، فإنّ ذلك مقتضى (٤) حقّ الله عليك. واعلم أن الراسخين في العلم هم الّذين أغناهم الله عن اقتحام السدد
__________________
(١) نهج البلاغة : ١٤٩ ـ ١٥٠ / الخطبة : ١٥٠.
(٢) التوحيد : ٥٥ ـ ٥٦ / ١٣.
(٣) تفسير العياشي ١ : ١٨٦ / ٥.
(٤) في نهج البلاغة : منتهى.