(٤٧)
درّة نجفيّة
في معنى قوله صلىاللهعليهوآله : نيّة المؤمن خير من عمله
في الحديث : «نيّة المؤمن خير من عمله ، ونيّة الكافر شرّ من عمله» (١).
وفي (المحاسن) (٢) : «ونيّة الفاجر» ، بدل : «الكافر».
وقد تكلم علماؤنا ـ رضوان الله عليهم ـ في تأويل هذا الخبر بوجوه ؛ فمنهم شيخنا الشهيد ـ عطّر الله مرقده ـ في قواعده قال قدسسره : (روي عن النبي صلىاللهعليهوآله : «إنّ نيّة المؤمن خير من عمله» ، وربما روي «ونيّة الكافر شرّ من عمله» ، فورد سؤالان :
أحدهما : أنه روي عن النبي صلىاللهعليهوآله «أن أفضل العبادة أحمزها» (٣) ، ولا ريب أن العمل أحمز من النيّة فكيف يكون مفضولا؟ وروي أيضا أن المؤمن إذا همّ بحسنة كتبت بواحدة ، فإذا فعلها كتبت له عشرا (٤) وهذا صريح في أن العمل أفضل من النيّة وخير.
السؤال الثاني : أنه روي أن النيّة المجرّدة لا عقاب فيها ، فكيف تكون شرّا من العمل؟
__________________
(١) الكافي ٢ : ٨٤ / ٢ ، باب النيّة ، وسائل الشيعة ١ : ٥٠ ، أبواب مقدّمات العبادات ، ب ٦ ، ح ٣.
(٢) المحاسن ١ : ٤٠٥ / ٩١٩.
(٣) القواعد والفوائد ١ : ١٠٨ / القاعدة : ١ ـ الفائدة : ٢٢.
(٤) الكافي ٢ : ٤٢٨ / ٢ ، باب من يهم بالحسنة أو السيئة ، وسائل الشيعة ١ : ٥١ ، أبواب مقدّمة العبادات ، ب ٦ ، ح ٧.