لأنّ ظاهر سياق الخبر المذكور أن عيسى عليهالسلام بعد أن صمت كان الحجة على الناس زكريا عليهالسلام ، ثمّ مات زكريا عليهالسلام فورثه ابنه يحيى عليهالسلام الكتاب والحكمة ، ولا معنى لميراثه الكتاب والحكمة إلّا الوصية ، وأن عيسى عليهالسلام بقي صامتا إلى أن بلغ سبع سنين (١) ، ثمّ كان بعد ذلك الحجة على يحيى عليهالسلام وعلى الناس أجمعين.
ولا يخفى ما بين الخبرين من المدافعة والمنافاة ، ويمكن حمل دفع زكريا عليهالسلام إلى عيسى عليهالسلام في حديث الصدوق بكون دفعه بواسطة يحيى عليهالسلام كما في خبر الكناسي ، وأنّ شمعون عليهالسلام دفعها مرة اخرى إلى يحيى عليهالسلام. هذا غاية ما يمكن الجمع به بين الخبرين المذكورين.
بقي الكلام في المدافعة التي بين حديث الصدوق المذكور وبين خبر (الكافي) الدال على طلب عيسى عليهالسلام لإحياء يحيى عليهالسلام بعد قتله ، ولا مناص عن الجواب بما ذكره الشيخ المتقدم ذكره وإن كان فيه ما فيه.
__________________
(١) من «ح».