وكان صلىاللهعليهوآلهوسلم لا زال يوصي بعترته إذ انّه يعلم ما يصيبهم من شرار أُمته من بعده من قتل الرجال ، وسبي العيال من بلد إلى بلد ، وليته يرى ولده الحسين يوم عاشوراء وقد مثلوا به أهل الكوفة بكل مُثلة ، قطع الشمر رأسه ، وبجدل إصبعه ، والجمال يديه ، وأخذ ابن سعد درعه ، وسلبه ابحر ابن كعب ثوبه ، وتركوه مجدلاً عفيراً ، كما قال السيد رحمه الله :
عفيراً متى عاينته الكماة |
|
يختطف الرعب ألوانها |
تريب المحيا تظن السما |
|
بأن على الأرض كيوانها (١) |
وقال الآخر :
عاري اللباس قطيع الرأس منخمد |
|
الأنفاس في جندل كالجمر مضطرم |
__________________
(١) انظر أسرار الشهادات للفاضل الدربندي : ٣ / ١٢٤.
(٢) وزينب عليهاالسلام كأني بلسان حالها :
(نصاري)
يبو روح العزيزة اشلون ساجم |
|
ابهالشمسة وعلى التربان نايم |
ثلث تيام عن الماي صايم |
|
عاري امگطّع امخضّب امعفّر |
(دكسن)
يخويه ابيش اضمّك وين اودّيك |
|
يخويه اشلون اصد عنّك وخليك |
تراني اتحيّرت يا مهجتي بيك |
|
يخويه ابيش اضلّلك عن الحر |
ولسان حال الحسين لشيعته :
(بحراني)
شيعتي كثر البچه حگّي عليكم والنّحيب |
|
شفتو مثلي بالخلگ مذبوح عطشان أو غريب |
والچفن سافي ياشيعه وبالدمه شيبي خضيب |
|
والحراير نصب عيني من خدرها امشتّته |
(تخميس)
فان يمس فوق الترب عريان لم تقم |
|
له ماتماً تبكيه فيه محارمه |
فأيّ حشىَّ لم يُمس قبراً لجسمه |
|
وفي أيّ قلب ما أقيمَت مأتمه |