يزيد (لا بارك الله في نفسه) (١) ، وكأني انظر الى مصرعه ومدفنه» (٢).
ولمّا رجع من سفره صعد صلىاللهعليهوآلهوسلم على المنبر مهموماً ومغموماً ، فخطب الناس ووعظهم وكان الحسن والحسين عليهمالسلام بين يديه ، فلمّا فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسن واليسرى علي رأس الحسين عليهمالسلام ، ثم رفع رأسه الى السماء وقال : «اللّهمّ إنّ محمداً عبدك ورسولك ونبيك ، وهذان اطائب عترتي وخيار ذريتي ، وأرومتي ومن اخلفهما في أُمتي ، وقد أخبرني جبرائيل أنّ ولدي هذا مخذول ومقتول ، اللّهمّ فبارك له في قتله ، واجعله من سادات الشهداء ، اللّهمّ ولا تبارك في قاتليه وخاذليه».
قال الراوي : فضج الناس بالبكاء ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم أتبكونه ولا تنصرونه؟! ثم رجع وهو متغير اللون ، محمر الوجه ، فخطب خطبة اُخرى موجزة وعيناه تهملان دموعاً ، ثم قال :
«أيها الناس اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، وإني لا اسالكم في ذلك إلّا ما أمرني ربي أن اسألكم ، المودة في القربى ، فانظروا أن لا تلقوني غداً على الحوض وقد أبغضتم عترتي وظلمتوهم» (٣).
__________________
(١) زيادة اوردناها من المصدر.
(٢) في المصدر زياده بعد (ومدفنه) : «بها وقد أهدي رأسه ، والله ما ينزر أحد إلى رأس ولدي الحسين فيفرح إلّا خالف الله بين قلبه ولسانه». (يعني) : ليس في قلبه ما يكون بلسانه من الشهادة ...
(٣) انظر مقتل الحسين عليهالسلام للخوارزمي : ١ / ١٦٤ ، وللخبر بقية في المصدر. وذكره السيد ابن طاووس في الملهوف : ٧ ، وابن نما في مثير الاحزان : ١٧ ، وعنه في البحار : ٤٤ / ٢٦٤ ـ الحديث (٤٦).