عبدالمطلب ـ قالت : رأيت فيما يرى النائم كأن عضواً من أعضاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سقط في حجري فلمّا انتبهت اتيت إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقلت له : يا رسول الله رأيت في منامي كذا وكذا ؛ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : (خيراً رأيت يا أُمّ الفضل ، ستلد ابنتي فاطمة ولداً فترضعيه بلبن ابنك قثم) قالت : فولدت فاطمة الحسين فكفلته. قالت : وتركته يوما عند جده النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ومضيت لاتيه بماء ، فلما رجعت وجدت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يبكي فقلت له : بأبي انت وأمي مم بكائك؟ قال : (يا ام الفضل هذا جبرائيل يخبرني أنّ ولدي هذا يقتل ، تقتله اُمتي ، لا أنالهم الله شفاعني يوم القيامة). (١)
ولمّا أتت على الحسين عليهالسلام سنة كاملة هبط على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم اثنا عشر ملك ، محمرة وجوههم ، وباكية عيونهم وقد نشروا أجنحتهم وهم يقولون : (يا محمد إنّه سينزل بولدك الحسين بن فاطمة ما نزل بهابيل وقابيل ، وسيعطى مثل أجر هابيل ، ويحمل على قاتله مثل وزر قابيل) ، ولم يبق في السماوات ملك إلّا ونزل على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ويعرض عليه تربته ، والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : (اللهم اخذل من خذله ، واقتل من قتله ، ولا تُمتّعه بما طلبه) (٢).
ولمّا أتى على الحسين عليهالسلام من مولده سنتان خرج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في سفر له ، فوقف في بعض الطريق ثم استرجع فدمعت عيناه ، فسُأل عن ذلك ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : (هذا جبرائيل يخبرني عن أرض بشط الفرات يقال لها كربلاء ، يقتل فيها ولدي الحسين بن فاطمة) ؛ فقيل له : يا رسول الله ومن يقتله : قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «رجل يقال له
__________________
= ١٤٤٨) ، والإستيعاب (بهامش الإصابة) ٤ / ٣٩٨ و ٤ / ٤٨٢ ، وسيرة ابن هشام (طبعة الحلبي) : ٢ / ٣٠٢ و ٣ / ٥٨ ، والروض الأنف : ٢ / ٧٨ ، والاعلام للزركلي : ٥ / ٢٣٩.
(١) تأريخ ابن عساكر : ١٤ / ١١٤ و ١٩٦ و ١٩٧ وكشف الغمة : ٢ / ٧ ، والملهوف للسيد ابن طاووس رحمه الله : ٩١.
(٢) مقتل الحسين عليهالسلام للخوارزمي : ١ / ١٦٣ ، والملهوف للسيد ابن طاووس رحمه الله ٩٢.