وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وأبي علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين ، هذه وصيّتي يا أخي إليك ، وما توفيقي إلّا بالله عليه توكلت وإليه انيب».
ثم طوى الكتاب وختمه بخاتمه ، ودفعه إلى أخيه محمد بن الحنفية ثم ودّعه وخرج من عنده (١).
أقول : وصايا الحسين عليهالسلام أربع ، الاُولى : الّتي أوصى بها محمّد بن الحنفية كما مرّ آنفاً ، أوصاه بالنسبة إلى شؤون المدينة وأن يراسله في أمرها ، وأن يكون عيناً له عليها.
والوصية الثانية : الّتي أوصى بها ولده السجّاد وهي بالنسبة للإمامة نصبه علماً للناس وإماماً من بعده وسلّمه مواريث الأنبياء (٢).
أمّا الوصيّة الثالثة : أوصى بها اخته الحوراء زينب ليلة العاشر من المحرم ، فقد قال لها : اُخيّة إذا أنا قتلت فلا تسقّي عليّ جيباً ولا تخمشي عليَّ وجهاً ... إلى آخرها (٣).
وأمّا الوصية الرابعة : أوصى بها شيعته جيلاً بعد جيل إلى يوم القيامة ، وذلك ما روي عن سكينة بنت الحسين قالت : لمّا رميت بنفسي على جسد أبي الحسين أشمّه واوّدعه ، سمعت الكلام يخرج من منحر أبي الحسين وهو يقول : «بني سكينة إقرأي شيعتي عنّي السلام وقولي لهم إنّ أبي الحسين قتل عطشاناً وقيل عن لسانه :
__________________
(١) محمد بن الحنفية ـ للمؤلف ـ ص ٦٠.
(٢) أسرار الشهادات للفاضل الدربندي : ٢ / ٧٧٩ ـ ٧٨٤.
(٣) أسرار الشهادات للفاضل الدربندي : ٢ / ٢٢٥ ، نقلها عن الإرشاد للشيخ المفيد : ٢ / ٩٣ ـ ٩٤.