الْعَالَمِينَ) (١) وما أحسن ما قيل من باب المثل في ذلك : «رُبَّ أمرٍ ليس يُرجى لَكَ في الغَيبِ يخبي» ، إنّ موسى عليهالسلام راح كي يطلب ناراً فتنّبى ، وإذا بتلك النار هي نور الجلالة فبعثه الله الى فرعون.
أقول : خاف موسى عليهالسلام من تلك النار بمجرّد أن رأى الميلان صار عليه وهرب منها ، والحسين عليهالسلام مالت عليه سيوف أهل الكوفة ورماحهم يوم «عاشوراء» ونار الحرب تستعر فلم يرع منها ، بل كان ثابت الجنان ، رابط الجأش ، حتى شهد له العدو بذلك ، فقال بعضهم : «والله ما رأينا مكثوراُ قط قتل ولده وأهل بيته أربط جأشاً من الحسين عليهالسلام ، ولقد كان يشد علينا وقد تكاملنا ثلاثين ألفاً فننكشف من بين يده إنكشاف المعزى إذا شدّ فيه الذئب ، وهو يقول : والله لا اعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ لكم إقرار العبيد».
فأبى أن يعش إلّا عزيزاً |
|
أو تجلى الكفاح وهو صريع |
فتلقّى الجموع فرداً ولكن |
|
كلّ عضو في الروع منه جموع |
زوج السيف بالنفوس ولكن |
|
مهرها الموت والخضاب النجيع (١) |
__________________
(١) سورة القصص ٢٨ : ٣٠.
(٢)
لاح ابظهر غوجه احسين |
|
او سل سيفه وتعنّه الگوم |
صكها الحيد وراواها |
|
انجوم الظهر ذاك اليوم |
تجلّى الغيم من سيفه |
|
او تموت العده امن اتشوفه |
خطفها وخطف منه الروح |
|
ومن الخوف مخطوفه |
برض الغاضريّه احسين |
|
ابد ما ترك بالكوفه |
بيت إله النوايح بيه |
|
تنوح أو مچدر او مهموم |