على شعيب قصّته وهو خائف قال له : (لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ) (سورة القصص : ٢٥) ، والحسين عليهالسلام لمّا قصّ قصّته للحرّ عند توجهه إلى العراق جعجع به الحرّ وارعبت العائلة ؛ قال أرباب التفسير :
ولمّا جاء موسى إلى شعيب ورغبت فيه إحدى إبنتيه كما حكى الله تعالى ذلك (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيّ الْأَمِينُ * قَالَ إِنّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ) (١)
والعلّة في خدمة موسى عليهالسلام لشعيب ـ وهو كليم الله ـ هي : أنّ شعيب عليهالسلام بكى من خشية الله حتى ذهب بصره فأعاد الله عليه بصره ، فبكى ثانية فذهب بصره فأعاد الله عليه بصره ثلاثاً ، فأوحى الله : «يا شعيب ممَّ بكاؤك طمعاً في جنّتي أعطيتك إيّاها ، أو خوفاُ من ناري أمنتك» ؛ فقال [شعيب] : «ربّي لا ذا ولا ذاك ، ولكن رأيتك أهلاً أن تخشى» ، فأوحى الله اليه : «وعزّتي وجلالي لأخدمنّك كليمي موسى».
(فَلَمّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطّورِ نَاراً قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا) ـ وكانت زوجته حاملة ـ (إِنّي آنَسْتُ نَاراً لَعَلّي آتِيكُم مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النّارِ لَعَلّكُمْ تَصْطَلُونَ) (٢).
ويروى في ذلك الحين كان قد أخذها الطلق ، فلمّا مضى الى النار وأراد أن يقتبس منها مالت عليه فولّى هارباً ، وإذا بالنداء : (يَامُوسَى إِنّي أَنَا اللّهُ رَبّ
__________________
(١) سورة القصص ٢٨ : ٢٧.
(٢) سورة القصص ٢٨ : ٢٩.