وشهر رمضان وشوال وذي القعدة وثمان ليال خلون من ذي الحجة) (١) (وكان الناس يختلفون إليه وكان عبدالله) (٢) بن الزبير (٣) بها قد لزم جانب الكعبة [فهو قائم يصلي عندها ويطوف ، ويأتي الحسين عليهالسلام فيمن يأتيه ، فيأتيه اليومين المتواليين ، ويأتيه بين كل يومين مرة] (٤) ، وصار الحسين أثقل خلق الله لأنّه يعلم أنّ أهل الحجاز لا يبايعونه ما دام الحسين عليهالسلام موجوداً بمكة ، وأنّ الحسين أطوع للناس منه وأجلّ وأشرف (٥).
وكان ابن الزبير يسمى [حمامة الحرم] لأنّه يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ، وكان [ضَبِّ خَب] (٦) كما قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «بنصب الآخرة حبائل للدنيا ويروم أمر فلا يدركه] (٧). وكان يتردد على الحسين عليهالسلام بين اليوم واليومين ، ويقول له : يا أبا عبدالله إنّ أهل الكوفة شيعتك وشيعة أبيك ؛ وكان الحسين عليهالسلام يعرض عنه فالتفت إليه ابن عباس يوماً وقال : يابن الزبير تريد أن يخلو لك
__________________
(١) ما بين القوسين من المؤلف رحمه الله ، لم ترد في المصدر ، وأثبتها عن السيد ابن طاووس : ١٠١.
(٢) ما بين القوسين من المؤلف رحمه الله ، وفي المصدر : وأقبل أهلها يختلقون إليه ، ومن كان بها من المعتمرين وأهل الآفاق ، ...
(٣) ولد عبدالله بن الزبير بعد الهجرة بعشرين شهراً ـ كما ذكر الواقدي ذلك ـ وكان يكنى : أبا بكر ، وأبا حبيب ، قتله الحجاج بعد أن حاصره بمكة وقد أصابته رمية فمات بها ، وكان بخيلاً ، وهو صاحب المثل «اكلتم تمري ، وعصيتم أمري» حتى قال فيه الشاعر :
رأيت أبا بكر وربّك غالب |
|
على أمره ، يبغي الخلافة بالتمر |
قتل وهو ابن ثلاث وسبعين سنة ، وصلب حيث اصيب.
(٤) ما أثبتناه من المصدر ، لعلّه سقط في الأصل.
(٥) إرشاد المفيد : ٢ / ٣٥.
(٦) يقال : رجل خبّ ضبّ ـ أي ـ مراوغ ، والضب ـ أيضاَ الحقد الخفي.
(٧) الظاهر من كلامه عليهالسلام [انّه] يروم الخلافة فلا يحصل عليها ، وهذه من المغيبات التي أخبر عنها أمير المؤمنين عليهالسلام.