بني إسرائيل ، أما تعلم أنّ بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبياً ثم يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كأنهم لم يفعلوا شيئاً ، فلم يجعل الله عليهم بل أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز ذي انتقام ، اتّق الله يا أبا عبدالرحمن ، ولا تدع نصرتي».
وقال : وسمع أهل الكوفة بقدوم الحسين عليهالسلام إلى مكة وامتناعه من البيعة ليزيد ، فاجتموا في منزل سليمان بن صرد الخزاعي ، فلمّا تكاملوا قام [سليمان] فيهم خطيباً ، وقال في آخر خطبته :
«[يا معشر الشيعة] ، إنكم قد علمتم بأن معاوية قد هلك ، وقد قعد في موضعه إبنه يزيد [شارب الخمور والضارب بالطنبور] ، وهذا الحسين بن علي عليهالسلام قد خالفه وجاء الى مكة ، وأنتم شيعته وشيعة أبيه من قبل ، فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدون دونه ، فاكتبوا إليه وإن خفتم الوهن والفشل فلا تغرّوا الرجل».
قال : فأجابوه بأننا نبايعه ونجاهد عدوّه ، فقال : إذاً اكتبوا إليه كتاباً ؛ فكتبوا إليه :
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الحسين بن علي بن أبي طالب.
من سليمان بن صرد الخزاعي (١) ، والمسيب بن نجبة (٢) ورفاعة بن
__________________
(١) تقدّمت ترجمته عن المؤلف رحمه الله ، وذكرنا هناك مصادر ترجمته.
(٢) المسيب بن نجمة الفزّاري : تابعي ، وشهد القادسية وفتوح العراق ، وشهد مع أمير المؤمنين عليهالسلام حروبه الثلاثة ، وكان شجاعاً مقداماً ، ومتعبداً ناسكاً ، ثار مع التوابين في طلب دم الإمام الحسين عليهالسلام ، واستشهد مع سليمان بن صرد الخزاعي بالعراق في وقعة «عين الوردة» ، وحمل رأسيهما إلى مروان بن الحكم (لعنه الله) ، وكان الذي حمل رأسيهما هو