شدّاد (١) ، وحبيب ابن مظاهر ، وعبدالله بن وائل ، وشيعته من المؤمنين. سلام الله عليكم.
أمّا بعد ، فالحمدلله الذين قصم عدوّكم وعدوّ أبيك من قبل ، الجبار العنيد الغشوم الظلوم ، الذي ابتزّ هذه الامة أمرها ، وغصبها فيأها ، وتأمّر عليها بغير رضى منها ، ثمّ قتل خيارها واستبقى شرارها ، فبعداً له كما بعدت ثمود وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وعتاتها ، فبعداً له كما بعدت ثمود.
ثمّ أنّه ليس علينا إمام غيرك ، فأقبل لعلّ الله يجمعنا بك على الحق ، والنعمان في قصر الإمارة ، فإنّا لا نجتمع معه لا جمعة ولا جماعة ، ولا نخرج معه إلى عيد ، ولو بلغنا قدومك لأخرجناه حتى يلحق بالشام ، والسلام عليك ورحمهالله وبركاته (٢).
قال أهل السير : وجعلت الكتب تترى على الحسين عليهالسلام ومن اهل الكوفة حتى ملأ منها خرجين (٣) ، وإلى ذلك أشار الشاعر بقوله :
قد بايعوا السبط طوعاً منهم ورضى |
|
وسيّروا صحفاً بالنصر تبتدر |
أقدم فإنّا جميعاً شيعة تبع |
|
وكلّنا ناصر والكلّ منتظر |
أقبل وعجّل قد اخضرّ الجناب وقد |
|
زهت بنظرتها الأنهار والثمر |
__________________
أدهم بن بحير الباهلي (لعنه الله) وكانت وقعة «عين الوردة» في أول ربيع الآخر سنة (٦٥ هـ). انظر : الكامل في التاريخ لابن الأثير : ٤ / ٦٨ والإصابة : رقم (٨٤٢٤) ، الإعلام للزركلي : ٧ / ٢٢٥ ، تاريخ من دفن في العراق من الصحابة (للمؤلف رحمه الله) : ٢٢٠ (آخر ترجمة : سليمان بن صرد الخزاعي).
(١) رفاعة ابن شدّاد البجلي :
(٢) الملهوف على قتلى الطفوف للسيد ابن طاووس : ١٠٢ ـ ١٠٥.
(٣) الأخبار الطوال للدينوري : ٢٢٩.