مجموعة له في حظيرة القدس تقرّ بهم عينه وينجز بهم وعده».
ثم قال عليهالسلام : «ألا ومن كان فينا باذلاً مهجته موطناً على لقاء الله نفسه فاليرحل معنا فإنّي راحل مصبحاً انشاءالله تعالى» (١).
قال أرباب التاريخ : وجاء كتاب من ابن عمّه مسلم بن عقيل من الكوفة مع عابس بن شبيب الشاكري يقول فيه :
«أما بعد ، فإنّ الرائد لا يكذب أهله وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألف رجل ، فعجّل الإقبال حين وصول كتابي ، فإنّ الناس كلّهم معك ، وليس لهم في آل معاوية [ آل أبي سفيان ] رأي ولا هوى والسلام» (٢).
وروي محمد بن داود القمي إسناده عن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام قال : «وجاء بن الحنفية إلى الحسين في الليلة التي اراد الحسين الخروج من صبيحتها من مكة فقال له : يا أخي أنّ أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك ، وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى ، فإن رأيت أن تقيم فإنّك أعز من بالحرم وأمنعه» فقال له : يا أخي قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية بالحرم ، فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت (٣).
فقال له ابن الحنفية : فإن خفت ذلك فصر إلى اليمين أو بعض نواحي البرّ ، فأنك أمنع الناس به ، ولا يقدر عليك أحد. [فقال الحسين عليهالسلام] (٤) : أنظر فيما قلت.
ولمّا كان السحر ارتحل الحسين عليهالسلام ، فبلغ ذلك محمد بن الحنفية فأتاه
__________________
(١) الملهوف في قتلى الطفوف للسيد بن طاووس : ١٢٦.
(٢) الاخبار الطوال : ٢٤٣.
(٣) هنا أشار عليهالسلام إلى بن الزبير ، فإنّ بقتله هتك حرمة الحرم ، وهذه من مغيباته التي أخبر عنها عليهالسلام.
(٤) أثبتناه من المصدر ، والظاهر أنه سقط في الأصل.