ودفع الكتاب إلى مسلم بن عمرو الباهلي (١) ، وقال له : إمض إلى البصرة وافع كتابي هذا إلى عبيدالله بن زياد. فأخذه اللعين وجاء به ، فلمّا قرأه بن زياد «لعنه الله» صعد على المنبر خاطباً وقال : يا أهل البصرة إنّ الخليفة يزيد ولّاني الكوفة والبصرة ، وقد عزمت على الرحيل إليها ، وقد استخلفت عليكم أخي عثمان بن زياد ، فاسمعوا له وأطيعوا له ، وإياكم الأراجيف ، فوالله ان بلغني أن رجلاً منكم خالف أمري لاقتلنّ عزيزه ولآخذّن الأدنى بالأقصى حتى تستقيموا.
ثم خرج من البصرة يريد الكوفة ومعه جماعة منهم : المنذر بن جارود العبيدي ، وشريك الأعور الحارثي ، ومالك بن مشيع ، ومسلم بن عمرو الباهلي ، ويقال : أن هؤلاء الثلاثة تكاسلوا في الطريق وما مضى معه الى الكوفة إلّا اللعين مسلم بن عمرو الباهلي ، فجاء معه حتى دخلا الكوفة.
هذا اللعين (مسلم بن عمرو الباهلي) هو الذي قابل مسلم بن عقيل عليهالسلام
__________________
(١) مسلم هذا والد قتيبة بن مسلم أمير خراسان المشهور ؛ باهلي ، وباهلة : من قيس عيلان ، وليس لهم في الشرف من ذكر ، وعن أمالي الطوسي قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : «فو الذي فلق الحبة وبرء النسمة ما لهم في الإسلام نصيب». يعني بهذا الكلام قبائلا منهم : باهلة.
وفي الكامل للمبرد : أنشد أبو العباس لرجل من عبد القيس :
أباهلي ينجي كلبكم |
|
وأسدكم ككلاب العرب |
إذا قيل للكلب يا باهلي |
|
عوى الكلب من لؤم هذا النسب |
وقال الآخر :
إذا ولدت حليلة باهلي اللئام |
|
غلاماً زيد في عدد |
انظر : أمالي الطوسي : ١١٦ / ١٨٠ (المجلس الرابع ـ الحديث ٣٤).