حوله ، فلمّا أصبح الصباح دخل شريك بن الأعور (١) إلى الكوفة ونزل في دار هاني بن عروة المرادي فبقي عنده حتى مات.
وقال ابن زياد : فلينادي منادي الصلاة جامعة ؛ فنادى المنادي واجتمع الناس في المسجد ، فصعد ابن زياد على المنبر خطيباً وقال :
«أيها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا اعرفه بنفسي ، أنا عبيدالله بن زياد ، وإن الامير يزيد بن معاوية قد ولاني مصركم هذا ، وأمرني بالانصاف للمظلوم ، وإعطاء المحروم ، والإحسان إلى محسنكم ، والتجاوز عن مسيئكم ، وأنا متّبع فيكم أمره ، وأمرني أن أزيد في عطائكم ، وأن أضع السيف في رقاب الذين يخالفوني». ثم نزل عن المنبر ، وأمر مناديه أن ينادي في قبائل العرب أن اثبتوا على بيعة يزيد بن معاوية.
قال أبو محنف : فلمّا سمع أهل الكوفة جعل بعضهم يقول لبعض : مالنا الدخول بين السلاطين ، ونقضوا بيعة الحسين عليهالسلام وبايعوا يزيد بن معاوية ، وخرج مسلم عليهالسلام إلى المسجد ليصلي صلاة الظهر فلم يجد أحداً ، فأذّن وأقام وجعل يصلي وحده ، فلمّا فرغ من صلاته وإذا هو بغلام فقال له : يا غلام ما فعل أهل هذا المصر؟ قال : سيدي إنّهم نقضوا بيعة الحسين عليهالسلام وبايعوا يزيد بن
__________________
(١) قال ابن الاثير : كان شريك بن الأعور الحارثي كريماً على ابن زياد وعلى غيره من الامراء ، وكان شديد التشيّع ، وشهد مع أمير المؤمنين عليهالسلام «صفين» وله حكاية مشهورة مع معاوية حين قال له : أنت شريك وليس لله شريك.
وأبوه الحارث الهمداني رحمه الله الذي كان من خواص أميرالمؤمينين عليهالسلام ، وهو الذي قال له أمير المؤمنين عليهالسلام الكلمات التي نظمها السيد الحميري شعراً :
يا حار همدان من يمت يرني |
|
من مؤمن أو منافق قبلا الخ |
انظر : الكامل في التاريخ لابن الاثير : ٤ / ٢٦ ، ووقعة صفين للمنقري : ١١٧ ، وتاريخ من دفن في العراق من الصحابة ـ للمؤلف.