معاوية ، فلمّا سمع مسلم عليهالسلام صفق بين يديه وخرج من المسجد متّجهاً إلى دار هاني ابن عروة ، فلمّا أتى عليها رأى على الباب جارية فقال لها : أمة الله أدخلي على هاني وقولي له أن على الباب رجل ، فأن سألك عن إسمي فقولي له مسلم بن عقيل ؛ فدخلت الجارية هنيئة وخرجت ، فقالت : ادخل يا سيدي ، وكان هاني بن عروة يومئذٍ عليلاً ، فنهض ليعتنقه فلم يقدر وجلسا يتحدّثان.
قال الراوي : ولم يعلم ابن زياد بمكان مسلم بن عقيل عليهالسلام ، وضاع عليه خبره فجعل العيون على مسلم بن عقيل عليهالسلام ، ومن جملتهم مولاه «معقل» وكان داهية دهماء ، وأعطاه ثلاثة آلاف درهم وقال له : خذ الدراهم واجعل نفسك من الموالين للحسين لعلّك تأتيني بخبر مسلم بن عقيل. فأخذ معقل الدراهم وجعل يدور في الكوفة ويسأل عن مكان مسلم ، حتى أرشد إلى مسلم بن عوسجة ، فجاء إليه وهو يصلي في المسجد ، فلمّا فرغ من صلاته قام إليه معقل واعتنقه واظهر له الإخلاص ، وقال له ، أنا رجل شامي وقد أنعم الله عليَّ بحب أهل البيت ، وعندي ثلاثة آلاف درهم وقد أحببت أن ألقى الرجل الذي بايع على يده الناس لابن رسول الله ، وقد دللت عليك وأنا اريد منك أن تأخذ هذه الدراهم إليه وتدخلني عليه ، فأنا ثقة من ثقاته وعندي كتمان أمره. فقال له مسلم بن عوسجة : يا اخا العرب أعزب عن هذا الكلام ، مالنا وأهل البيت ، وما أصاب الذي أرشدك الي؟ فقال له معقل : إن كنت لم تطمئن فخذ عليّ العهود والمواثيق ، ثم حلف له الإيمان وأقسم عليه قسماً عظيماً أني لم أخبر بسرّه أحداً ، ولم ينزل به حتى اطمئن منه مسلم بن عوسجة فادخله على مسلم بن عقيل عليهالسلام وأخبره بخبره ، فوثق به مسلم عليهالسلام وأخذ منه البيعة للحسين عليهالسلام ، ثم أن مسلم عليهالسلام أعطى الدراهم لأبي ثُمامة